"نيويورك تايمز": مذبحة كشمير تبرز انتهاك الحقوق الأساسية في ظل العنف
"نيويورك تايمز": مذبحة كشمير تبرز انتهاك الحقوق الأساسية في ظل العنف
فاقم الهجوم الإرهابي الأخير الذي استهدف كشمير وأسفر عن مقتل 26 شخصًا الشعور المتزايد بالغربة والاغتراب الذي يعاني منه سكان المنطقة منذ سنوات، حيث تُعد كشمير، ومنذ فترة طويلة، منطقة تعيش تحت رقابة مشددة تفرضها القوات الهندية، ويواجه السكان قيودًا صارمة على حقوقهم الأساسية وحرياتهم الديمقراطية.
ووفقا لتحليل نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، اليوم الخميس، جعل هذا الوضع الذي يعاني منه المواطنون الكشميريون، والذين كثيرًا ما يعيشون تحت ظل قوانين الطوارئ، من المنطقة واحدة من أكثر الأماكن التي تُنتهك فيها حقوق الإنسان.
بينما يسعى المواطنون في معظم أنحاء العالم إلى ممارسة حياتهم في أمان وحرية، يعيش أهل كشمير في ظل حالة مستمرة من القلق والخوف، وقد أظهرت المذبحة الإرهابية الأخيرة، كيف يفتقر الكشميريون إلى أبسط حق من حقوق الإنسان، وهو الحق في الأمان، إذ لم يتمكن هؤلاء الضحايا من العيش في ظل الظروف التي تكفل لهم الحماية الكافية من أي تهديدات، سواء كانت من تنظيمات إرهابية أو حتى من تصرفات السلطة نفسها التي يُفترض أن توفر الأمن لأبنائها.
حقوق الإنسان في كشمير
منذ عام 2019، فرضت الحكومة الهندية العديد من القيود على حقوق الكشميريين، وهو ما تجسد في إلغاء الحكم الذاتي للمنطقة وتقييد الحريات السياسية والاجتماعية.
ورغم الوعود التي أطلقتها الحكومة الهندية بتحقيق الأمن والتنمية الاقتصادية، لا تزال المناطق التي تخضع لسيطرتها تعاني من انتهاكات مستمرة لحقوق الإنسان، خصوصًا في ظل غياب حرية التعبير والتجمع.
وفي ظل هذه البيئة المغلقة، تصبح أي محاولة للمطالبة بالحقوق الأساسية عرضة للمعاقبة والاعتقال، كما حدث في أعقاب الهجوم الأخير عندما قامت السلطات الهندية باعتقال العديد من الكشميريين بشكل جماعي.
تهميش وقمع مستمر
إضافة إلى الضغوط الأمنية، يشعر الكشميريون بأنهم يُستبعدون من الحياة السياسية الوطنية، حيث يعانون من التهميش المستمر على الصعيدين المحلي والدولي.
وعلى الرغم من أن كشمير تُعتبر نقطة خلاف بين الهند وباكستان، فإن غالبية سكانها لا يشعرون بأنهم جزء من النقاشات السياسية التي تؤثر على مصيرهم، فلا يُسمح لهم بالمشاركة الكاملة في اتخاذ القرارات التي تخصهم، مما يفاقم شعورهم بالغربة السياسية ويُعزز الفجوة بين حقوقهم والوعود التي قُدمت لهم.
وأضاف الهجوم الإرهابي الأخير بعدًا جديدًا للتمييز العنصري والطائفي في المنطقة، فقد استغل القوميون الهندوس الهجوم لتوسيع دائرة الكراهية ضد المسلمين الكشميريين، مما ساهم في مزيد من الضغط على حقوقهم في التعليم والعمل والتنقل.
ويتعرض العديد من الطلاب الكشميريين الذين يدرسون في مناطق أخرى في الهند للتخويف والتهديدات، مما يضعهم في موقف صعب ويدفعهم إلى العزلة والخوف، في هذه الأجواء المتوترة، يتم تجريد الكشميريين من أبسط حقوقهم الإنسانية مثل العيش بكرامة في بلدهم.
تحسين وضع حقوق الإنسان
تستمر الانتهاكات في كشمير في ظل غياب جهود حقيقية لتحسين وضع حقوق الإنسان في المنطقة، وفي ظل هذا التدهور المستمر، يصبح من الصعب تصور أفق مستقبلي يتيح للكشميريين استعادة حقوقهم وحرياتهم الأساسية.
وتجعل هذه البيئة من القمع والانتهاك لحقوق الإنسان من كشمير مكانًا يعاني فيه سكانها من الاغتراب والعزلة في كل الأبعاد، سواء كانت أمنية أو اجتماعية أو سياسية.